مقالة بعنوان " فن القيادة الرشيدة "
Share |
2021-09-22
مقالة بعنوان " فن القيادة الرشيدة "

مفهوم القيادة:

القيادة ظاهرة اجتماعية تتمثل في علاقة تأثير بين قادة وتابعين لإنجاز أهداف تخدم مصالحهم، او أداء مهام معينة لتحقيق هدف منشود، وهي ظاهرة معقدة من عدة جوانب لأسباب عديدة، ومنها ان القيادة في أطارها العام تتضمن مجموعة من العناصر ذات علاقات تشابكية وهي (القادة، التابعونـ، التأثير، الإرادة، المسؤولية، الأمانة الذاتية، التغيير ،الأهداف، المصالح المشتركة والبيئة المحيطة) وقد واكبت ظاهرة القيادة المجتمعات البشرية منذ بدء الخليقة، وتعتبر القيادة الفاعلة سبباً لتطور المجتمعات الإنسانية على اختلافها وتنوعها وتعدد التحديات التي تواجهها، الى ان المشكلة الرئيسية في حياة اي تنظيم تكمن في كيفية قيادة العديد من الافراد، لكل واحد منهم فرديته واحتياجاته وقدراته ومعتقداته  وأهدافه، ومن ثم فهناك صعوبة بالغة في جعلهم يتعاونون معا في نشاط يحقق النجاح للمجموع، ورضاهم الفردي في الوقت ذاته.      
Leadership Management - القيادة الإدارية
ان الإنسان عاقل بطبعه ولا يتقبل الظواهر غير المفهومة ويسعى دائماً لإيجاد طريقة مناسبة لفهمها وجعلها ضمن إرادته، وذلك من خلال التعامل مع من حوله وصولاً إلى القرار الذي يحدد الأهداف وطريق الوصول الى  غايته ولعل أهم الأسباب التي أدت الى زيادة الحاجة للقيادات الإدارية في المنظمات الحديثة هو مستوى التعلم والثقافة لدى العاملين فيها فضلاً عن ضرورة استجابة القادة الإداريين الى مطالب الزبائن (السوق والحكومات) الجماعات الضاغطة(وإذ تواجه المنظمات هذه الضغوطات) التحديات (داخلية كانت أم خارجية فلابد من وجود مهارات قيادية عالية لكي يتسنى مواجهة التحديات بأنها " القيادة التي تتجاوز تقديم الحوافز مقابل الأداء المرغوب إلى تطوير وتشجيع المرؤوسين فكرياً وإبداعيا وتحويل اهتماماتهم الذاتية لتكوين جزءاً أساسياً من الرسالة العليا للمنظمة " إلى القيادة الإدارية بأنها " الموهبة الاجتماعية التي يتمتع بها المدير) القائد (للحصول على أفضل أداء ممكن من قبل المرؤوسين "فتعرفها بأنها " العمل الذي يؤثر في نشاط الجماعة بتوجيه مجهوداتها نحو تحقيق هدف ونحو السعي للوصول اليه في ظل إطار علمي وأنساني " ، كما يشير الى القيادة الإدارية بانها " وظيفة ديناميكية في الإدارة وهي ليست سلطة على الناس ولكنها موضوعة للتأثير في الناس “وأخيراً يرى أنها القدرة الذاتية للمدير القائد على تكوين رؤية مستقبلية واكتساب المهارات التواصلية اللازمة لتوضيح هذه الرؤية من خلال مصطلحات العملية والمهارات.
أهمية القيادة:
-   إنها حلقة الوصل بين العاملين وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية
-   إنها البوتقة التي تنصهر داخلها كافة المفاهيم والاستراتيجيات والسياسات.
-   تدعيم القوى الإيجابية في المؤسسة وتقليص الجوانب السلبية قدر الإمكان
-   السيطرة على مشكلات العمل وحلها، وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء.
-   تنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم اهم مورد للمؤسسة، كما ان الأفراد يتخذون من القائد قدوة لهم مواكبة التغيرات المحيطة وتوظيفها لخدمة المؤسسة.
مهارات القيادة الناجحة:
المهارة الفنية: وهي ان يكون القائد لعملة متقنا اياه ملما بأعمال مرؤوسيه من ناحية طبيعة الأعمال التي يؤدونها.
المهارة الإنسانية: تتعلق المهارات الإنسانية بالطريقة التي يستطيع بها رجل القيادة التعامل بنجاح مع الأخرين.
المهارة التنظيمية: وهي ان ينظر القائد للمنظمة على أساس انها نظام متكامل، ويفهم أهدافها وأنظمتها وخططها ويدرك جميع اللوائح والأنظمة.
المهارة الفكرية: وهي ان يتمتع القائد بالقدرة على الدراسة والتحليل والاستنتاج بالمقارنة، وكذلك تعني المرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الأخرين.
القيادة المؤثرة: والتي يمكن توصيفها باها ليست مجرد مركزا ومكانة أو قوة، وإنما هي تفاعل نشط ومؤثر، وهي سلوك يترجم به القائد مهمته، وتتلخص القيادة المؤثرة بهذه النقاط:
-   المساعدة في بلوغ هدف الجماعة.
-   تحريك الجماعة دوما نحو هذه الأهداف.
-   تحقيق التفاعل والترابط بين الأفراد.
-   الحفاظ على قوة وتماسك الجماعة.
-   تدريب القادة على وسائل التأثير:
 التدريب بالقدوة: عن طريق الامتزاج بقائد مؤثر، ورؤية لأفعاله واقواله، ولكن يؤخذ على هذا الأسلوب امرأن
1.   إن الأخطاء قد تنتقل بطريق خفي وقد تكون قاتلة ومدمرة، وذلك لعدم عفويتها وهذه مسؤولية القدوة.
2.   تحقيق ما يسمى بالشخصانية في ان يكون صورة منسوخه من قائده، وبذلك لا نكون قد دربنا قائدا جديدا بل نكون مثل من توقف في طريقه ولم يتقدم خطوة واحدة.
التدريب بالموقف: عن طريق اعطاء المدرب الحق في ادارة المناقشات، او قيادة اللجان، او إدارة الأعمال، او تنفيذ مهام، وتكون هناك لجنة تخصصية تفحص التطور التدريبي لدى المدرب.
التدريب بالاختيار: ومعنى ذلك ان القائد يأتي بعدة طرق، فهو اما قائد منتخب، او قائد مختار لقدرته على عمل ما، او قائد معين، او قائد دون اختيار باي من الطرق السابقة، حيث لا قائد محدد، ومن خلال الدراسة ان الأحسن أداء في التنفيذ هو القائد المختار، يليه المنتخب، ثم بدون قائد، ثم بدون قائد، وأخيراً المعين.
 

 

 اولاً/ ان يكون مربياً: أخص فعاليات التأثير لدى القائد التربية، والقائد المربي هومن فهم غايات التربية واهدافها ومراحلها وهي تتلخص اجمالا في ثلاثة امور هي:
1-  تشكيل وتكوين. لما كان التكوين غايته الانسان، فكان على القائد المربي مراعات حال الأنسان بالضرورة وحال الانسان يكون في ثلاثة أمور هي (الوجداني، الحركي، الفكري)
2-  تمايز واستقلالية. تتلخص في حرية كل شخص في تحقيق كينونته الحقيقية، وليس معنى ذلك انه يحقق ذلك بمجهوده، وانما بالتربية فإنها هي التي تنمى لدى الفرد بالمتابعة والملاحظة من القائد التربوي.
3-  استمرار ومداومة من اهم غايات هذه المرحلة جعل الفرد يكتثف هذا الاستمرار بنفسه وفي جماعته وذلك ببث هذه المعاني وترسيخها في تصوره انه وريث الماضي ومسؤول المستقبل.
ثانياً/ ان يكون معلماً: وغايات التعليم ملخصها ان يصل القائد المؤثر باتباعه الى تحقيق التالي:
1-  أيقاظ إمكاناتهم وشحذ هممهم ودفعه نحو الأبداع، يجعلهم يفخرون بقائدهم ويشعرون بمسؤوليتهم.
2-  ثقتهم الكاملة بقائدهم، لأنه يعاملهم بأحسن مما يستحقون، ويكشف مزاياهم الخفية ويحسنها، ولا يرى أخطائهم فحسب.
3-  استغلال كافة قواهم في العمل لأنهم يشعرون بانه مهتم بهم ومشجعون من قبل القائد.
ثالثاً/ان يكون منظماً: ان الأمور التي تحتاج الى تنظيم من القائد، يمكننا ان نجملها في النقاط التالية مع إيضاح وسائل التنظيم المؤثرة والملائمة:
1-    المساعدون: إعطاء الحرية للمساعدين المباشرين، والاعتماد عليهم، وعدم القيام بعملهم.
2-    المهام: تنظيم المهام يعني توزيعها توزيعا محددا يحقق الهدف وفق الإمكانات
3-    الإصدار: الحرص على ان يكون الإصدار من مصدر واحد، في توزيع الأعمال وتحديد المهام.
4-    العمل: ان يكون حريصا على وحدة العمل، عن طريق الاجتماعات الدورية للقادة الفرعيين، بحيث تغطي الاجتماعات الأمور التالية:
-     جدول أعمال مسبق.
-     موضوعات الافرع ومناقشة القضايا الشائكة مع المختصين.
-     لا يتكلم القائد كثيرا، فمن لا يتقن الإنصات لا يعرف ما يجري تحت قيادته.
5-    التكليف: وهي ان يتجنب القائد ازدواجية السلطة، لمن يكلفه بالعمل، فلا يكون هناك شخص لعملين.
وفي خضم اهتمام البشرية بالظاهرة القيادية، نجد عناية بالغة بهذه الظاهرة من قبل الفكر العربي الإسلامي، وقد تمثل ذلك في مظاهر عديدة، ومنها تأكيد بعض النصوص الدينية عليها وتقرير ضرورتها في السياق المجتمعي، ومن تلك النصوص النبوية الحديث الصحيح الذي يشدد فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تنظيم مسالة القيادة حيث يقول (لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض الا أمروا عليهم أحدهم) رواه الإمام احمد.
 
 
بقلم
م.م. احمد مشرف رشيد
قسم شؤون الاقسام الداخلية
 
 

 

 

 

 
عدد المشاهدات : 1694